تداعيات التغيرات المناخية على ابعاد التنمية البشرية في الاهوار العراقية: تحديات تنموية وتدخلات مطلوبة

الملخص

اصبحت التغيرات المناخية في الآونة الاخيرة ، وتأثيراتها بعيدة وقريبة الأمد، من أكبر وأخطر القضايا العالمية التي تهدد حياة السكان لما لها من مخاطر وتداعيات جسيمة على القطاعات والانشطة الاقتصادية والبشرية كافة، التي باستمرارها ستنسف جميع الجهود التنموية الهادفة الى تحقيق الاستقرار والرفاه والعيش الكريم للسكان، والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية والاجتماعية والمكانية المستدامة. ومن بين ابرز القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية القطاع الزراعي والسياحي والصناعي، والصحة والتعليم، ونمو المدن والمناطق الريفية. ويصنف العراق بحكم موقعه الجغرافي من البلدان الخمسة الأكثر هشاشة تجاه التغيرات المناخية. وقد كان لمنطقة الاهوار العراقية النصيب الاكبر من تداعيات تلك التغيرات المناخية التي كان ابرزها الجفاف وانحسار الامطار وقلة مناسيب المياه، وما نتج عنها من فقدان الانشطة الاقتصادية والاجتماعية لسكانها. ومن هذا المنطلق تجسدت مشكلة البحث الحالي، التي انبثقت من تلك التداعيات على سكان الاهوار لاسيما زيادة معدلات الهجرة والحراك السكاني غير المدروس، وارتفاع معدلات الوفيات وانعدام المساواة وتزايد النزاعات، وتراجع مستويات التعليم، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. لذلك، يهدف البحث الى تسليط الضوء على أبعاد التنمية البشرية التي تأثرت بالتغيرات المناخية ( الفقر ونقص الغذاء، الصحة والتعليم و الهجرة والنزوح و التشغيل والبطالة وتمكين المرأة)، وابرز التحديات الناشئة عن التغيرات المناخية والجفاف والتصحر وقلة مناسيب المياه، والتدخلات الحكومية المطلوبة للحد من اثارها وتحسين نوعية حياة السكان وتحقيق الرفاه والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. وقد تناول البحث دراسة تداعيات التغيرات المناخية على ابعاد التنمية البشرية لمنطقة الاهوار في محافظة ذي قار.